أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن تفعيل صفارات الإنذار في مدينتي نتانيا وكفر سابا شمال تل أبيب، إثر إطلاق صواريخ استهدفت مناطق وسط إسرائيل، بما في ذلك شمال تل أبيب.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تم تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق في وسط إسرائيل بعد رصد إطلاق صواريخ عبرت من لبنان.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت عددًا من هذه الصواريخ في سماء مدينة هرتسليا، الواقعة شمال تل أبيب.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو من مكان سقوط صواريخ حزب الله في تل أبيب.
وفي وقت لاحق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن شهود عيان قولهم إن شظايا صواريخ اعتراضية سقطت على الطريق السريع 4 في موشاف بتسرا، وسط إسرائيل، مما أسفر عن أضرار مادية في المنطقة.
كما أفاد الإسعاف الإسرائيلي عن حالات إصابات طفيفة، ناتجة بشكل رئيسي عن حالات هلع بين المواطنين، إثر الدفعة الصاروخية التي استهدفت وسط إسرائيل.
أما قناة "الحدث" فقد أفادت عن وقوع إصابة مباشرة في كفار يونا شمال تل أبيب وجرح اثنين.
وفي سياق متصل، أعلن مستشفى صفد عن وصول 3 جنود إسرائيليين جرحى إلى المستشفى من معارك في جنوب لبنان صباح اليوم الثلاثاء.
وكان قد أكد الجيش الإسرائيلي مساء أمس الإثنين، أن صاروخًا واحدًا على الأقلّ أُطلق من لبنان باتجاه وسط إسرائيل، وتم اعتراضه بواسطة الدفاعات الجوية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي: "تم رصد إطلاق صواريخ من لبنان، وأُطلقت صفارات الإنذار في منطقة نتانيا وكفر سابا شمال تل أبيب وفي مناطق أخرى من وسط إسرائيل".
وأشار الجيش إلى أن "الصاروخ الذي سقط في منطقة رامات غان كان عبارة عن شظايا ناتجة عن اعتراض صاروخ حزب الله". ولم تذكر المصادر الإسرائيلية تفاصيل دقيقة عن عدد المصابين أو الأضرار، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية أكدت وقوع إصابات في مناطق متفرقة، بما في ذلك إصابة مباشرة قرب مجمع تجاري في شرق تل أبيب.
كما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر رسمية أن هناك إصابات متعددة قرب تل أبيب نتيجة الانفجارات، إضافة إلى ما تم تداوله عن إغلاق مطار بن غوريون في تل أبيب كإجراء احترازي.
في هذا السياق، أفادت وسائل الإعلام المحلية الإسرائيلية عن "سماع دوي أربع انفجارات في تل أبيب الكبرى"، حيث تم الإعلان عن إصابة حافلة خالية من الركاب في تل أبيب إثر إصابتها بصواريخ أُطلقت من لبنان، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق المجاورة.
هذه الهجمات تأتي في وقت حساس بعد تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة، حيث يُتوقع أن يتفاقم الوضع بعد الهجمات الأخيرة على الأراضي الإسرائيلية، ويُعتقد أن حزب الله قد قرر إرسال رسائل سياسية وعسكرية قبيل المفاوضات الأميركية حول وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ويُذكر أن التوترات قد بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة بسبب عدة أحداث، أبرزها إطلاق صواريخ وقذائف من لبنان خلال الأسابيع الماضية، فضلاً عن التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
التطورات الأخيرة تأتي في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل، حيث تشهد الجبهة الداخلية حالة من التأهب، في ظل التقارير عن تصاعد الهجمات الصاروخية من جهة لبنان. وقد أظهرت الصور والفيديوهات التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد دخان كثيف إثر الانفجارات، مما يعكس شدة الهجوم.
وفي تعليق له، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن "سلاح الجو الإسرائيلي تمكن من اعتراض صاروخ واحد أُطلق من لبنان"، مشيرًا إلى أن العمليات لا تزال جارية، وأنه يتم مراقبة الوضع عن كثب. وأضاف أدرعي: "تم رصد سقوط ما يُرجح أنها شظايا ناتجة عن عملية الاعتراض".
إسرائيل كانت قد أطلقت سلسلة من التحذيرات الأمنية في الأيام الماضية على خلفية التصعيد المتزايد على حدودها الشمالية، حيث تواصل المجموعات المسلحة في لبنان اختبار المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، وعلى رأسها "القبة الحديدية". كما أكدت تقارير إسرائيلية عن اعتراض صواريخ في سماء مدينة هرتسليا شمال تل أبيب، في وقتٍ حساس يشهد فيه الوضع الأمني توترا شديدا.
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس على المستوى السياسي والعسكري، حيث تقترب إسرائيل من جولة جديدة من المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، وسط جهود دبلوماسية أميركية وأممية مكثفة. ويُحتمل أن تزيد هذه الهجمات من تعقيد المفاوضات وتضغط على الأطراف المعنية للوصول إلى توافقات قد تكون صعبة، خاصة في ظل موقف حزب الله الذي يصر على استعراض قوته في هذه المرحلة.