لحقت أضرار كبيرة بقطاع الاتصالات جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث تم عزل مناطق بكاملها عن الشبكة، ومع وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن تبدأ ورشة الإصلاحات لإعادة وصل ما انقطع.
لكن بعد مرور أسبوعين على وقف إطلاق النار، بدأ العمل بشكل خجول من فرق الصيانة في "أوجيرو"، حيث تم تحويل مراكز اتصالات إلى مراكز أخرى لتسيير الأمور بأقل قدر ممكن، ومع ذلك، لم يبدأ العمل على معالجة الأعطال الكبيرة بعد، مما يثير التساؤلات حول الأسباب.
وتوضح مصادر متابعة، لـ"ليبانون ديبايت"، أن "السراي الحكومي شهد يوم الاثنين الماضي اجتماعًا مطولًا بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والمدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية، حيث ناقش الأخير الأضرار التي لحقت بشبكة "أوجيرو" وضرورة صرف المبالغ المالية اللازمة لمعالجة الأعطال".
لكن يبدو أن هذا الاجتماع لم يحقق نتائج ملموسة وفق المصادر، حيث لم يتم صرف أي اعتماد حتى اللحظة، ولا تزال الأعمال متوقفة لتقييم الأضرار وتأمين الكابلات اللازمة لإعادة وصل كافة الشبكات، في المقابل، بدأت هجرة اللبنانيين إلى شركات الإنترنت الخاصة بشكل واسع لتأمين خدمة الإنترنت".
وتعتبر المصادر، أن "هناك مماطلة كبيرة في تأمين الاعتمادات، غير مبررة، خصوصًا أنه كان من المفترض على لجنة الطوارئ الحكومية، ومع اقتراب وقف إطلاق النار، وضع خطة لمواكبة تأمين كافة مستلزمات عودة النازحين إلى قراهم في الجنوب والبقاع وبيوتهم في الضاحية الجنوبية".
وتلمّح المصادر، إلى أن "هذا التأخير قد يكون مقصودًا لخدمة أصحاب الشركات الخاصة على حساب هيئة "أوجيرو"، مما سيفقد الخزينة الكثير من واردات هذا القطاع، في ظل استفحال ظاهرة الإنترنت غير الشرعي".
وتشدد المصادر، على أن "صرف الأموال للبدء بورشة الإصلاحات للأعطال الكبيرة أصبح أمرًا ضروريًا اليوم قبل الغد، خصوصًا أن فرق الصيانة جاهزة للمباشرة في العمل بانتظار التمويل اللازم".
أما عن المدة الزمنية التي تحتاجها فرق الصيانة لإنجاز كافة التصليحات، تؤكد المصادر أنه "لا يمكن تحديد مهلة زمنية دقيقة، ومع ذلك، إذا تم تأمين المال، فإن المدة لن تكون طويلة، لكن على ما يبدو فإن الأمر سيطول في ظل الإهمال الرسمي لهذا الملف".